تعمل شركة هولندية ناشئة على تطوير تقنية بطاريات أيون الصوديوم، لدمجها مع محطات الطاقة الشمسية، بما يجعل حلول تخزين الكهرباء أكثر قابلية للتوسع، وأكثر تنافسية من حيث التكلفة، وأكثر استدامة.
ووفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تسعى شركة "مون واط" إلى تكامل أنظمة تخزين الكهرباء؛ إذ يُطوّر الفريق ويُصمّم ويُورّد حاويات بطاريات تسلسلية، ومحولات هجينة تسلسلية، ونظام إدارة البطاريات، وأنظمة التحكم في الموقع.
وتُوزَّع منتجات "مون واط" عبر محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، على عكس الحلول التقليدية التي عادةً ما تكون في زاوية من زوايا محطات الطاقة الشمسية.
وقال المؤسس المشارك، المدير التجاري لشركة مون واط، فالنتين روتا: "نعتقد أن الوقت قد حان لبناء أول نظام تخزين كهرباء "طاقي" من إنتاج متخصصين في مجال الطاقة لعملاء الطاقة، بدءًا من الصفر، بدلًا من إعادة استعمال إرث قطاع السيارات الكهربائية".
تقنية تخزين الكهرباء
في وقت سابق من شهر مارس/آذار 2025، أغلقت شركة "مون واط" جولة تمويل أولية بقيمة 8 ملايين يورو (8.3 مليون دولار) لتسويق تقنية تخزين الكهرباء الخاصة بها.
وما تزال الشركة الآن في مرحلة النماذج الأولية، وتخطط لنشر منشأة تجريبية في مكان ما في أوروبا العام المقبل (2026)، ومن المتوقع أن تُطلق أولى عمليات النشر التجاري للطاقة بمعدل غيغاواط/ساعة سنويًا في عام 2027.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تأسست "مون واط" في سبتمبر/أيلول 2024، وتضم فريقًا من خبراء الصناعة المخضرمين من تيسلا (Tesla) وشركة كهرباء فرنسا (EDF) وسيمنس (Siemens) وفريير إنرجي (Freyr Energy).
ويقول روتا: "من خلال خبراتنا المهنية السابقة، اكتسبنا خبرة لسنوات عديدة في مجالَي تطبيقات وحالات الاستعمال في صناعة بطاريات تخزين الكهرباء، وخاصةً تلك المرتبطة بالطاقة الشمسية.. لقد عملنا ونشرنا العديد من مشروعات الطاقة الشمسية والتخزين الهجينة عالميًا، لا سيما خلال مدة عملنا في تيسلا إنرجي".
ومع ذلك، اكتسب الفريق أيضًا خبرة كبيرة في التصنيع وكيمياء الخلايا، ما ساعدهم على فهم إمكانات ووتيرة تطوير تقنية بطاريات أيون الصوديوم.
مزايا بطاريات أيون الصوديوم
يعتقد المؤسس المشارك لشركة مون واط، فالنتين روتا، أن تقنية بطاريات أيون الصوديوم تُمثّل إمكانات كبيرة لخفض التكاليف، وتقديم قيمة أكبر لعملاء الشركة في قطاع الطاقة الشمسية والتخزين.
وعلى المدى المتوسط والطويل، فإن استعمال هذه الخلايا الكيميائية لمواد خام وفيرة ورخيصة (مثل الصوديوم بدلًا من الليثيوم، والألمنيوم بدلًا من النحاس، وعدم استعمال المنغنيز والكوبالت والنيكل) يُتيح أيضًا إمكانًا كبيرًا لتوسيع نطاقها بأحجام كبيرة دون مواجهة ندرة المواد الخام، بحسب روتا.
وتشتري الشركة خلايا أيون الصوديوم من جميع أنحاء العالم؛ إذ قال روتا: "في البداية، نستوردها من آسيا، لكننا نهدف إلى إضافة خيارات توريد الخلايا الأميركية والأوروبية بمجرد توفرها، ما يُحقق قيمة مضافة لعملائنا".
وبفضل تخصصها في تطبيقات الطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء، تستطيع "مون واط" التوفيق بين تصميم المنتجات وتخصيص أنظمتها لتناسب احتياجات كل مشروع وعملائه، وفق ما نقلته مجلة "بي في ماغازين" (PV Magazine).
وأضاف روتا: "هذا أمر لا تستطيع حلول الحاويات التقليدية الحالية تحقيقه".
كما قال: "نهدف إلى أن يكون غلاف البطاريات لدينا بمثابة محولات الطاقة التسلسلية إلى محولات الطاقة المركزية، أي حلًا أكثر قابلية للتركيب واللامركزية".
"نظرًا لأن منتجنا لامركزي، فإنه يستعمل أيضًا مساحة أقل من الحاويات الكبيرة الحجم، وهذا يعني مساحة أكبر متاحة للألواح الشمسية، ومن ثم إيرادات أكبر لعملائنا"، بحسب روتا.
وبفضل تصميمها اللامركزي، تستطيع "مون واط" ربط بطارياتها بشكل أقرب بكثير إلى ألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية ذات الجهد المنخفض على جانب التيار المستمر.
انخفاض تكاليف بطاريات أيون الصوديوم
نتيجةً لذلك، يمكن أن تستفيد مشروعات المرافق العامة من انخفاض تكاليف بطاريات أيون الصوديوم وزيادة الإيرادات، وفقًا للشركة الناشئة.
وقال الرئيس المشارك للشركة، فالنتين روتا: "نتشارك في جزء كبير من تكاليف مشروع الطاقة الشمسية (الخطوط، ومعدّات التوزيع، والمحولات، وغيرها).. وعمومًا، يؤدي هذا إلى انخفاض تكاليف رأس مال الطاقة الشمسية الكهروضوئية لعملائنا، لأنهم لا يحتاجون إلى "مضاعفة" البنية التحتية في الموقع، مرة للطاقة الشمسية ومرة للبطاريات".
تأتي الإيرادات الأعلى من الربط بين الجهد المنخفض والمستمر، ما يعني تقليل تقليص استهلاك الطاقة الشمسية من التيار المستمر وزيادة كفاءة نقل الطاقة الكهروضوئية إلى البطاريات إلى الشبكة؛ ونتيجةً لذلك، يمكن للمشروعات بيع المزيد من الكيلوواط/ساعة إلى الشبكة.
وأكدت شركة "مون واط" أن حلّها مصمَّم في المقام الأول لتحسين كل من رأس المال والنفقات التشغيلية للمشروعات الجديدة.
علاوةً على ذلك، يُمكن نشر البطاريات لتطوير -أو إعادة تشغيل- محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية الحالية، دون الحاجة إلى إزالة الألواح أو شراء أراضٍ إضافية.
وبهذا، يُسهم الحل في "توليد قيمة إضافية لمحطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية تتجاوز تعرفة التغذية الكهرباء (FiT) أو اتفاقيات شراء الكهرباء (PPA)، مع معالجة تحديات ازدحام الشبكة وتقليصها"، وفقًا للشركة الناشئة.
وفيما يتعلق بأحجام المشروعات، تُشير شركة "مون واط" إلى أن منتجها مُصمم للاستعمال على نطاق واسع؛ إذ قال روتا: "نركّز على محطات الطاقة الشمسية المُثبتة على الأرض بقدرات تتراوح من بضع مئات من الكيلوواط إلى نطاق الغيغاواط".
وأضاف: "على غرار محولات الطاقة الشمسية التسلسلية، فإن بُنيتنا المعيارية تُتيح لنا الانتقال من نطاق كيلوواط إلى ميغاواط إلى غيغاواط، ومن ثم، يستثني هذا النطاق التطبيقات السكنية، ولكنه يشمل التطبيقات التجارية والصناعية، بالإضافة إلى التطبيقات على نطاق المرافق".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
