أثارت الهجمات الإيرانية على تل أبيب مخاوف من انقطاع إمدادات الغاز الإسرائيلي إلى مصر والأردن، في ظل اعتماد البلدين العربيين على الإمدادات القادمة عبر خط أنابيب شرق المتوسط لتلبية الطلب المتزايد، خاصة من قطاع الكهرباء.
واستأنفت شركة شيفرون الأميركية الإنتاج والإمدادات من حقلَي ليفياثان وتمار في إسرائيل، بعد أن أوقفتهما مؤقتًا بإجراء احترازي، بسبب الضربة الصاروخية الإيرانية على تل أبيب مساء أمس الثلاثاء.
وأكدت مصادر في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن إمدادات الغاز الإسرائيلي إلى مصر والأردن لم تتأثر بالهجوم الإيراني، وأن عمليات الضخ مستمرة، ولم تتوقف إطلاقًا.
ونفت المصادر الأنباء المتداولة عن توقّف صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر منذ مساء الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول نتيجة الهجمات الإيرانية على منشآت الغاز بالقرب من مدينة عسقلان جنوب غرب إسرائيل.
في حين لم يردّ المتحدث باسم وزارة البترول المصرية على طلب للتعليق، أرسلته منصة الطاقة.
حقول الغاز الإسرائيلية
أكدت شركة شيفرون الأميركية استئناف الإنتاج في منشآتها بحقلي تمار وليفياثان، بعد إيقافهما احترازيًا مساء أمس الثلاثاء، على خلفية الهجمات الإيرانية.
وشددت الشركة المشغّلة لحقول الغاز الإسرائيلية على استمرار تصدير الغاز الطبيعي إلى عملائها في إسرائيل والمنطقة (مصر والأردن) من كلا الحقلين، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية.
وأدى التصعيد السريع للصراع بين إسرائيل وإيران إلى فتح مرحلة جديدة من القتال يمكن أن تشهد استهداف البنية التحتية للطاقة الإسرائيلية.
كانت وكالة تسنيم الإيرانية قد أشارت إلى صواريخ إيرانية أصابت خزانات غاز قرب مدينة عسقلان جنوب غرب إسرائيل، إلّا أن شيفرون (أكبر الشركات العاملة في المنطقة البحرية الإسرائيلية) أكدت أن موظفيها ومنشآتها في أمان.
واستجاب أسعار الغاز في أوروبا عند افتتاح تداولات البورصة، اليوم الأربعاء 2 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، لهذه الأحداث بالارتفاع بنسبة 3%، لكنها عادت بعد ذلك إلى قيمتها السابقة.
وبحلول الساعة 12:15 مساءً بتوقيت غرينتش (03:15 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، تراجع مؤشر "تي تي إف" الهولندي (مقياس أسعار الغاز في أوروبا)- لعقود نوفمبر/تشرين الثاني بنسبة 0.58%، إلى 39.045 يورو (43.22 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة.
وعادةً ما تستعمل شركات الغاز في أوروبا وحدات القياس "غيغاواط" و"تيراواط" في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز).
وشنّت إيران في مساء 1 أكتوبر/تشرين الأول هجومًا صاروخيًا واسع النطاق على إسرائيل، ردًا على اغتيال شخصيات رئيسة في حركة حماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني قبل أسابيع.
وقالت طهران، إن 90% من الصواريخ أصابت أهدافها بنجاح، بينما تزعم إسرائيل أن إيران أطلقت نحو 180 صاروخًا وجرى اعتراض معظمها.
وتعهدت هيئة الأركان العامة الإسرائيلية "باختيار وقتها" ومفاجأة بالردّ على الهجوم، في حين حذّر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من أن الضربات على إسرائيل ستكون أكثر شمولًا.
واردات مصر من الغاز الإسرائيلي
من المتوقع ارتفاع صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر بنسبة 45%، لنحو 1.3 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال العام المقبل (2025)، بدعم من توسعة حقل تمار في شرق المتوسط.
وقد يدفع تصعيد العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران، التحالف الذي تقوده شركة شيفرون الأميركية إلى تأجيل البدء في عمليات تطوير وتوسعة حقل تمار التي كان مقررًا لها خلال النصف الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
واتخذت الشركة الأميركية قرار الاستثمار النهائي في فبراير/شباط 2024 للمضي قدمًا في المرحلة الأولى من توسعة حقل تمار البحري قبالة إسرائيل، وهو مشروع بقيمة 673 مليون دولار، من شأنه زيادة صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر.
وستسهم عمليات تطوير حقل تمار، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، في زيادة كميات الغاز المورّدة للسوق المصرية بداية من يونيو/حزيران (2025)، إلى 1.3 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي، مقابل 900 مليون قدم مكعبة خلال المدة نفسها من العام الحالي.
وأجّلت الشركات العاملة في حقل تمار عمليات التطوير التي كان من المقرر البدء فيها خلال أغسطس/آب الماضي، نظرًا للاضطرابات في منطقة البحر المتوسط.
وارتفعت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي على أساس شهري خلال يوليو/تموز الماضي بمقدار 51 مليون متر مكعب، بعد تراجعها في يونيو/حزيران الماضي، كما صعدت على أساس سنوي، بمقدار 61 مليون متر مكعب.
واستوردت مصر 782 مليون متر مكعب من الغاز الإسرائيلي في يوليو/تموز، مقابل 731 مليون متر مكعب في يونيو/حزيران السابق له، و721 مليون متر مكعب في يوليو/تموز 2023.
ارتفع إجمالي واردات مصر من الغاز الإسرائيلي خلال الأشهر الـ7 الأولى من 2024 بمقدار 575 مليون متر مكعب، على أساس سنوي، إذ صعدت إلى 5.9 مليار متر مكعب خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية يوليو/تموز 2024، مقابل 5.32 مليار متر مكعب في المدة المقارنة من 2023.
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي شهريًا بين عامي 2022 و2024، وفقًا لأرقام مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي):
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..