أخبار عاجلة

رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين.. والتوقف الفجائي أكثر فاعلية من التدرج‎

رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين.. والتوقف الفجائي أكثر فاعلية من التدرج‎
رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين.. والتوقف الفجائي أكثر فاعلية من التدرج‎

يعتبر شهر رمضان محطة سنوية لإعادة ضبط إيقاع الحياة، كما يعد فرصة ذهبية للتخلص من العادات الضارة، والحديث هنا عن التدخين؛ فبعد ساعات الصيام الطويلة، يجد المدخنون أنفسهم أمام اختبار حقيقي بعد الإفطار، ويراهن عدد منهم على هذا الشهر الفضيل ليكون نقطة تحول حقيقية نحو حياة خالية من الدخان وبداية رحلة نحو التحرر من قبضة النيكوتين واستنشاق الهواء نقي وإراحة الجسم من المواد الضارة التي تحتويها السيجارة.

إن الإقلاع عن التدخين ليس مجرد قرار لحظي؛ بل هو بداية حياة جديدة أكثر نقاءً وصحة. ويتطلب التغلب على إدمان النيكوتين إرادة صلبة، فيمكن استبدال السيجارة بالعادات الصحية؛ مثل شرب الماء بكثرة وممارسة الرياضة، والانشغال بعبادات تساعد على تهذيب النفس وتقوية العزيمة، كما يمكن الاستعانة بمصاحبة طبية واستعمال “الباتش” لتعويض جرعات النيكوتين.

وإذا كان رمضان فرصة للإقلاع، فإن ما بعده هو الاختبار الحقيقي للاستمرار في الصمود ومواصلة الرحلة دون عودة إلى السيجارة، مع تجنب المحفزات التي قد تحفز حالات العود مرة أخرى إلى الإدمان والبحث عن بدائل صحية.

إدمان مركب

الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، قال إن التدخين إدمان ثلاثي يجمع بين ما هو جسدي حيث تعتاد خلايا الجسم على النيكوتين، وما بين ما هو نفسي إذ يربط المدخن هذه العادة بلحظات التوتر ولقاء الأصدقاء والشعور بالنشوة المؤقتة، وإدمان سلوكي ويتمثل في اعتياد اليد الإمساك بالسيجارة وإشعالها ونفث الدخان وإسقاط الرماد على المنفضة.

وأبرز حمضي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الحديث بشأن الإقلاع عن التدخين لا يقتصر على مادة النيكوتين فقط التي يمكن تجنبها بوضع “الباتش”؛ ولكن بمراعاة الجانبين النفسي والسلوكي.

وأضاف الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن الدراسات تفيد بأن الإقلاع عن التدخين يتطلب عموما ما بين 5 إلى 7 محاولات قبل تحقيق النجاح النهائي، مشيرا إلى أن 80 في المائة من الراغبين في وقف السيجارة يعودون إلى التدخين بعد شهر واحد؛ في حين يتمكن 85 في المائة من ترك التدخين بعد توقفهم لمدة عام عن شرب السجائر، مبرزا أن الفشل يعد أول خطوة للنجاح والإقلاع عن التدخين بصفة نهائية.

فرصة ذهبية

أورد الطيب حمضي أن الإقلاع عن التدخين ليس قرارا سهلا؛ لكنه يصبح أكثر واقعية خلال رمضان، حيث يمتنع الصائم عن تناول الطعام والشراب لساعات طويلة، مما يخلق بيئة مثالية لكسر حلقة الإدمان التدريجي.

وفي هذا الصدد، سجل الطبيب ذاته الصيام يقلل من الرغبة الملحّة في التدخين، خاصة أن الجسم يبدأ في التخلص من السموم المخزنة؛ ما يمنح المدخن فرصة ذهبية لترك عن هذه العادة السيئة.

ونبه المتحدث إلى بعض العادات الخطيرة التي يتبناها المدخنون بالليل عبر استنشاق دخان السيجارة بعمق كبير لتعويض نقص النيكوتين الذي يطرأ خلال فترة الإمساك، مؤكدا أن هذه الممارسة خطيرة ومضرة وتخلف تداعيات صحية سيئة.

وشدد الباحث في السياسات والنظم الصحية على أن شهر رمصان يشكل فرصة ذهبية ومثالية؛ بالنظر إلى طول ساعات الإمساك على اعتبار أن الشهر الفضيل، بتركيبته الروحانية والانضباطية، يفتح الباب أمام المدخنين ليكونوا أبطالا في معركة استعادة صحتهم.

وأبرز الطبيب أن هذه القدرة يمكن استغلالها للقطع مع هذه العادة السيئة، لا سيما أنه بعد 30 يومًا من الامتناع عن تناول السجائر تقل شدة الإدمان بشكل كبير وتصبح أعراض الانسحاب أقل تأثيرا، كما أن الامتناع عن التدخين لمدة شهر يزيد فرص الإقلاع النهائي بمقدار 5 مرات.

نجاعة الإقلاع الفجائي

أفاد الطيب حمضي بأن الأشخاص الذين يقومون بالتوقف الفجائي عن التدخين ينجحون في الإقلاع بصفة أكبر بالمقارنة مع أولئك الذين يقومون بذلك تدريجيا من خلال خفض عدد السجائر في اليوم، موردا أن شهر الصيام يعتبر مناسبة وفرصة ذهبية للتحكم في الإدمان النفسي والسلوكي وبالتالي ترك هذه العادة السيئة، محبذا أن يكون هذا الإقلاع مصحوبا بمواكبة طبية.

وحذر الطبيب من خطورة التدخين الليلي بعد الإفطار، حيث يلجأ بعض الصائمين إلى استهلاك كميات كبيرة من السجائر في وقت وجيز لتعويض ساعات الامتناع عن النيكوتين خلال النهار.

وأوضح المتحدث أن هذه العادة تزيد من تشبع الجسم بالنيكوتين وأكثر من 4 آلاف مادة سامة أخرى؛ مما يرفع مخاطر الإصابة بالأمراض الصامتة، مثل أمراض القلب والشرايين والجلطات الدماغية، فضلا عن أن التدخين أحد العوامل الرئيسية للإصابة بالسرطان الفتاك.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الرئيس السيسي يكرم عددا من أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية
التالى بـ500 ألف يورو.. النواب يقر منحة لمعالجة مياه الصرف الصناعي في مصانع السكر