يعقد تحالف أوبك+ اجتماعه المنتظر غدًا الخميس 5 ديسمبر/كانون الأول 2024، وهو ما يُتوقع معه أن ترتكب وسائل الإعلام العالمية الكبرى عددًا من الأخطاء، المتعلقة بالحديث عن الخفض الطوعي لإنتاج النفط.
وفي هذا الإطار يوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن الاجتماع الذي سينعقد عن بُعد ستقع بعده وسائل الإعلام العالمية مثل بلومبرغ ورويترز في خطأ كبير.
ويتمثّل هذا الخطأ، وفق الحجي، في أن هناك تحالف أوبك+ الذي يضم في عضويته 23 دولة، وهناك مجموعة الدول الـ8 التي تنفّذ الخفض الطوعي لإنتاج النفط، وهذه الدول أعضاء في التحالف، لذلك هناك خلط بين التحالف ككل وهذه المجموعة.
وأضاف: "تحالف أوبك+ لا علاقة له على الإطلاق بالخفض الطوعي لإنتاج النفط، ولكن التخفيضات قامت بها مجموعة الـ8، التي لديها اجتماعاتها الخاصة وتنظيماتها، ولكن وسائل الإعلام هذه تقول إن الدول الـ8 ستقرر يوم الخميس كذا وكذا، رغم أن الاجتماع لا علاقة له بالخفض الطوعي".
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيّات الطاقة" الأسبوعي، الذي يقدمه الدكتور أنس الحجي عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إذ جاءت حلقة هذا الأسبوع تحت عنوان "قضايا نفطية".
اجتماع مجموعة الدول الـ8
قال الدكتور أنس الحجي، إن اجتماع مجموعة دول الـ8 سيكون يوم 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، لمناقشة موضوعات الخفض الطوعي للإنتاج، ولن يكون خلال اجتماعات تحالف أوبك+ التي ستنعقد غدًا عن بعد.
وأضاف: "الجديد في الأمر أن البيانات الأخيرة لشهر نوفمبر/تشرين الثاني توضح أن هناك زيادة كبيرة في صادرات أوبك+ تُقدر بحدود 400 ألف برميل يوميًا، ولكن هذه الزيادة ليست بالمهمة بالنسبة إلى السوق، لأنها مجرد انتعاش ورجوع النفط إلى الأسواق بعد خسارة النفط الليبي".
وأوضح الدكتور أنس الحجي أن تقريرًا صدر -أيضًا- عن رويترز يتحدث عن زيادة إنتاج أوبك، وأغلب هذه الزيادة جاءت من ليبيا، ولكن بالنظر إلى هذه البيانات يتضح أن إنتاج أوبك، وليس أوبك+، يماثل ما كان عليه في شهر مايو/أيار، ومن ثم ليست هناك زيادة حقيقية.
بعبارة أخرى، وفق الحجي، يجب عدم الاهتمام بهذه الزيادة، لأنها مجرد انتعاش بسبب عودة النفط الليبي، في حين بالنظر إلى التحالف سيتضح أن هناك انخفاضًا كبيرًا في صادرات روسيا بنحو 200 ألف برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني، وهو انخفاض كبير.
وتابع: "العراق أيضًا خفّض إنتاجه، ولكن هذا الخفض الذي تجريه بغداد على الإنتاج والصادر، ليس كافيًا، إذ على العراق أن يخفّض كميات أكبر، خاصة للتعويض عن الزيادات التي قام بها سابقًا".
الزيادة الكبيرة في إنتاج قازاخستان
لفت مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، إلى أن الأزمة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني تمثّلت في الزيادة الكبيرة في إنتاج قازاخستان من النفط الخام، لذلك حدثت اجتماعات بين السعودية وروسيا وقازاخستان، وكذلك اجتماع بين السعودية وروسيا والعراق.
وأوضح أنه من الواضح أن هناك محاولة لاستغلال روسيا للضغط على هذه الدول، إذ إنها يمكنها الضغط بشدة على قازاخستان، والسبب أن كل صادرات قازاخستان تقريبًا تذهب إلى روسيا، وتُصدّر عبر المواني الروسية في ميناء يسمى "سي بي سي" عند بحر قزوين.
لذلك، وفق الدكتور أنس الحجي، يمكن لروسيا بكل بساطة أن تغلق هذا الخط، أو يمكنها من جهة أخرى أن تخفّض حجم الصادرات القازاخستانية، أو أن تبطئ السفن، أي أنها يمكنها أن تؤثر بشكل كبير في قازاخستان.
وأردف: "لا أحد يدري بالضبط ما نتائج هذه المباحثات والضغوط، ولكن هناك تفاؤلًا بأنه سيكون هناك تخفيض، ما يعني أنه سيكون بإمكان الدول الـ8 ضمن أوبك+ أن تتفق على تأجيل التخفيضات الطوعية، وبعض وسائل الإعلام تقول لمدة 3 أشهر، ولكن الأمر مفتوح وغير واضح".
وأكد أنه لا أحد يعرف حتى الآن بالضبط ما سيحدث، ولكن من الواضح أن هناك ميولًا للاستمرار في التخفيضات، دون إرجاع أي كميات إلى الأسواق في الوقت الحالي، والسبب الرئيس في ذلك حتى الآن هو ضعف الطلب على النفط في الصين.
وأشار الدكتور أنس الحجي إلى أنه بالحديث عن الصين، يجب ذكر أمر مهم وتوضيحه، وهو أن واردات الصين من النفط الخام زادت بالفعل في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ولكن نصف هذه الزيادة ذهبت إلى المخزون، وهو دليل على أن الوضع الاقتصادي في الصين ما يزال ضعيفًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: