قال: محمد غزال رئيس حزب مصر ٢٠٠٠ وعضو تحالف الأحزاب المصرية، أن تحرك كل تلك الفصائل المسلحة في "حلب" و"أدلب" ومنها إلي "حماة" وإلي غيرها من المدن السورية الرئيسية المهمة، بهذه الكثافة العددية الملفتة، وبالاسلحة الثقيلة والمتطورة التي تحوزها وتواجه بها الجيش السوري، وبهذه الدرجة العالية من التخطيط والتنسيق الذي يطبع تحركاتها، ويجعلها تتقدم بهذه الصورة المتسارعة والمذهلة والتي لم تكن واردة علي بال أو في توقع أحد، كل ذلك يقطع بأن هناك قوي خارجية إقليمية ودولية كبيرة تقف وراءها في ما أقدمت عليه، وتسعي من خلاله إلي تفكيك روابط الدولة السورية ببعضها، وتدمير بنيتها الأساسية من إقتصاد وإتصالات وإدارة حكومية، لإسقاطها في النهاية كدولة، وهو ما يمكن أن يقلب كل الحسابات والتوقعات الراهنة رأسا علي عقب.
وأضاف "غزال" أن كل هذه التنظيمات المسلحة صناعة مخابراتية بإمتياز، وهي أدوات عميلة مأجوره،وزمامها بيد من يمولها ويسلحها ويدربها ويوفر لها الملاذات الآمنة ويرسلها إلي المناطق التي تزاول فيها مهامها الموكولة إليها وضمن الإطار المرسوم لها.. وجاء الدور الآن علي "سوريا" بعد وقف إطلاق النار في "لبنان" من أجل تخريبها وإيقاعها وإثارة الفوضي فيها، وهو ما لن تستفيد منها غير إسرائيل وداعميها..
وأوضح محمد غزال في تصريح لـه أن هذه التنظيمات الأرهابية المسلحة والتي تطلق علي نفسها أسم "هيئة تحرير الشام" هي خليط من القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات التي تضع أقنعة دينية مزيفة علي وجوهها لتخفي بها حقيقتها، قاصدة من ذلك الخداع والتمويه والتضليل، والدليل علي ذلك هو انه للشهر الرابع عشر علي التوالي لم نري أثراً لكل تلك الجماعات والتنظيمات المسلحة في "غزة" حيث يشن جيش الأحتلال الأسرائيلي عليها واحدة من أفظع حروب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري، ومن التجويع والحصار والترويع وقطع كل أشكال المساعدات الإنسانية والإغاثية عن شعبها، ومع ذلك أختفت كل تلك الجماعات وتلاشت وكان الأرض أنشقت وأبتلعتها فلم نسمع عن رد فعل واحد قام به أي تنظيم مسلح منها ليعبر به عن مشاركته أو تضامنه أو دعمه لـ "غزة" المنكوبة وشعبها، وتركوها تواجه مصيرها البائس علي يد جيش دولة الإحتلال علي الرغم أن من فجروا طوفان الأقصي كانوا من ذوي التوجهات الإسلامية مثلهم
وأكد رئيس حزب مصر ٢٠٠٠، علي أن المسألة ليست في الرئيس السوري بشار الاسد ولا في نظام حكمه، أيا ما كان ما يقال عنه أو يجري أنتقاده به أو لومه عليه، فهذا هو حال العديد من أنظمة الحكم في كل مكان، وإنما المسألة الحقيقية هي وبالأساس في بلد عربي كبير ومهم هو "سوريا" والذي هو أبقي وأكبر من كل نظم الحكم فيه أو المتعاقبة عليه، بلد عربي يوشك علي الإنهيار والتفكك والضياع، وهو ما سوف ينعكس بالوبال علي الجميع شاءوا أو أبوا، فدخول الإرهاب والعنف المسلح إلي "سوريا" بهذه الجحافل الإرهابية المخيفة وتمكنه منها، سوف يجعل منها وبلا مبالغة أحد أخطر مراكز صناعة وتصدير الأرهاب في العالم وسوف تكون دول المنطقة العربية هي أكثر من سوف تدفع الثمن، وهذا هو أكثر ما نتخوف منه ونخشاه ونحذر منه ونحسب لعواقبه ألف حساب دعونا نري الواقع علي حقيقته حتي لا نقع في ما يمكن أن نندم طويلا عليه إنقاذ سوريا من هذا المصير المجهول أولوية يجب أن تتقدم علي كل الأولويات.